الشعبوية !ـ
افتتاحية جريدة "المغرب" ليوم 16 سبتمبر 2020
بقلم زياد كريشان
التونسيون الذين صوتوا بكثافة غير مسبوقة لقيس سعيد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية ذات 13 اكتوبر 2019 هم بصدد الاكتشاف التدريجي لرئيسهم إذ كان جلهم يجهل كل شيء عنه سوى انه أستاذ جامعي مختص في القانون الدستوري ورجل نظيف لم يتمرغ في أوحال السياسة السياسوية ولوبياتها المعروفة .
كنا نعتقد أن انتخاب قيس سعيد قد يمثل فرصة لتونس لتنكب على مشاكلها الفعلية ولتشحذ كل الطاقات للعمل والبناء والنهوض المادي والمعنوي بكل بناتها وأبنائها ..
ولكن كل هذه الآمال بصدد التبخر التدريجي .. فقيس سعيد تجلى كشخصية شعبوية تماما كما هو الحال في عدة دول أخرى في العالم .. خصائص شعبوية قيس سعيد تتجلى في شعاره المركزي «الشعب يريد ويعرف ماذا يريد» يضاف إلى ذلك أن «الشعب» هو الطهر والنقاوة والخير وأن بلاده – بلادنا- من أغنى دول العالم ولكن أسربة من الجراد بصدد نهبها ونهشها وهؤلاء «الجراد» الذين يسرقونها صباحا مساء ويوم الأحد يدعون الإصلاح في حين أنهم يفقرون الشعب وينهبون خيراته ..
لم يأت قيس سعيد بالجديد.. هذا هو جوهر الخطاب الشعبوي منذ القرن التاسع عشر: النخب خائنة وعميلة ومنحطة .. والحل يكمن في إزالتها واستبدالها بمن يمثل الروح النقية الطاهرة الأزلية للشعب ..ولذلك...اضغط على الرابط لمواصلة قراءة الافتتاحية...ـ