السياسة والجدل حول اللغة
افتتاحية جريدة "المغرب" بتاريخ 14 فيفري 2020
بقلم أمال قرامي
مجالات الصراع حول السلطة متعدّدة تتمظهر في السياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ والدينيّ والثقافيّ، ونجد لها أثرا في المعارك التي تُخاض تارة باسم الدفاع عن المقدّس أو الدولة أو الهوّية... وباسم التطوّر والمدنيّة والحداثة طورا آخر. ولكن قلّما انتبه التونسيون إلى الصراع الذي يُخاض منذ انطلاق مسار التحوّل الديمقراطيّ حول لغة التواصل في فضاءات مختلفة كالمجلس التأسيسيّ ومجلس الشعب، وفي وسائل الإعلام وآخرها المناظرات السياسية فضلا عن لغة صياغة الخطاب السياسيّ، والبيانات الصادرة عن رئاسة الجمهوريّة وغيرها.
إنّ موضوع العلاقة بين الفصحى واللهجة التونسيّة من جهة، والفصحى واللغات الأعجمية ،من جهة أخرى من أهمّ المواضيع التي توضّح الصلة بين السلطة واللغة، ودور قوى التغيير في إحداث الإرباك والخلخلة... ولا بدّ أن نتذّكر في هذا السياق كيف أراد أغلب نوّاب حزب النهضة فرض اللغة العربية، بدلالاتها الرمزيّة وأبعادها الهووية، لغة للنقاش داخل المجلس التأسيسيّ، وكيف كانت ردود الفعل تجاه تونسي/تونسيات المهجر اللذين وجدوا أنفسهم في مأزق وفي موضع سخرية قُصد منه إبراز التفوّق اللغويّ في مرحلة بدا فيها «عرض الذات» أوّل خطوة للتموقع السياسيّ التسلّطيّ. وعلينا أن نتذكّر أيضا كيف حُسم النزاع بالاعتراف بإمكانية «التعايش» اللغويّ فبدا تجاور الفصحى مع اللهجة التونسية في مرحلة لاحقة ، مقبولا في التواصل السياسيّ...اضغط هـنــا لمواصلة قراءة الافتتاحية...ـ